أقتربت من الصخرة، كان منحنيًا وكأنه يبحث عن شيء مفقود.. اقتربت منه اكثر، وأكثر فأكثر.. نظرت الى الرمال اولًا، الى موضع نظراته، لم اجد شيئًا، رفعت عيني ببطء الى وجهه، عيناه مفتوحتان لكنهما لا تريان عالمنا هذا، هززته بفزع فمال الى احد جانبيه لا حول له ولا قوة، وبسمة رائقة مثبته فوق ثغره، وكأنه عثر أخيرًا على هذا الشيء المفقود، خرج من حوت الدنيا وظلماتها الى حياة ابدية غُزِلت بخيوط من نور، شددت على كفه، واطلق قلبي صيحة الم شديدة.. ركعت عند قدميه هناك عند شاطئ البحيرة، اتذكر كلماته التي سمعته يهمس بها لأمي عندما قالت له انها تشعر بقرب النهاية:
- الاجساد تبلى والحب لا يموت، بل يُورث من جينات الآباء الى الابناء مثل طول القامة ولون الشعر..
الحب حكاية لا نهاية لها...