عندما تكون أنتَ بهجة المنزل، وترحل عنا للأبد، لتصبح رحـيـل الـبـجـهـة، فماذا سيحدث عند رحيلك؟
لم يتوقع أحد رحيلك في يوم، ولكن كان للقدر رأي آخر وهو رحيلك، تركتَ أسرتكَ تبكِ شَوقًا لرؤيتكَ، وزوجتكَ وآه من زوجتكَ، تحملتْ الكثير والكثير منذُ فراقكَ، تظهر للناس بأنها قوية وقادرة على تحمل المسئولية،أصبحتْ الأم والأبُ لتلكَ الابنه التي لم تتجاوز العامين مِن عُمرها، كانتْ تِلكَ الابنه المطيعة لوالديكَ، هذا هو الظاهر فقط، فعندما تخلو إلىٰ نفسها، تتحول إلىٰ شخصية ضعيفة هشة، لا تقوىٰ على فراقكَ، لا تكون شيء بدونكَ، فلما تركتها هكذا بدون وداع؟
أيا بهجت، تركتنا ورحلتَ، تركت زوجتكَ، وابنتكَ، وذهبتْ لجنة خُلد، ذهبتْ وتركتْ وطن يُنادي عليكَ، يُريد أن تُدافع عنه مَرة أخرىٰ، لما يا بهجت؟ كنتَ فعلا بهجت، فقط كانت الابتسامة لا تُفارق وجهكَ، ذهبتَ وتركتَ خلفكَ قُلوبًا تَبكي شَوقًا لرؤيتكَ ولو لمرة واحدة، ثم تذهب بعدها، فبالله لو كانت هذه القلوب تعرف أنها لحظة الفراق، لم تترككَ أبدًا.
فبالله لو كانت تعرف بذلك ما تركتكَ أبدًا.