لا.. لا يتعلق الأمر بليلة اليوم الثالث عشر، وليس لأنها حوائط أربعة قد أطبقت على هواء رئتيّ.. لم يكن اختناقًا عاديًا، بل كان ضغطًا هائلًا على صدري.. لا.. ولم تكن كورونا السبب في ذلك أيضًا.. لا تفهموني خطأً.. أتحدث عن الاختناق الناتج عن الحبس القسري.. يسمونه حظرًا كليًا.. حتى وإن كان مؤقتًا، فإنه لواحدةٍ مثلي سيعدّ جحيمًا قاسيًا بالتأكيد. لا.. ليس بسبب الحظر قررت خوض تجربة الكتابة؛ فأنا لم أر في نفسي أديبةً يومًا ما.. حتى أنني في حياتي لم أقرأ سوى بضع سلاسل عاطفية إبان مرحلة صباي، وأيام المراهقة الأولى. بيد أنني وجدت المهمة غايةً في السلاسة والبساطة، حتى أنه ربما سيمكنني بعد الانتهاء من قصتي هذه أن أروي التي تليها.. بل إنها حتى قبل نهاية هذه القصة قد أصبحت قصصًا خمسة.. سأهدى أولاهن لماما، وأخرى لبابا، ولـ"شرين" و"أمنية" الثالثة والرابعة.. ربما ستدرك "شرين" عندها أنّ لا أسهل في هذه الحياة من مهمة الكتابة. نعم "شرين" هي من استفزت تلك المَلَكة خاصتي، وأيقظت مارد الكتابة داخلي حتى قبل بلوغ الليلة الثالثة عشرة.