كان قد نسي لذة الوقوف بين يدي الله مُتضرعًا على الرغم من قضاءه جزءًا كبيرًا من طفولته بين أحضان هذا الجامع بالتحديد .. وبعد فراقٍ طويًلا امتد لثلاثِ سنوات .. عاد، بحث كثيرًا بين تلك الوجوه المُبعثرة، لربما يجد وجهًا مألوفًا يعيد له ذكرياته السابقة، لكنه لم يستطع التعرف إلى أحدٍ؛ فهذه الأقنعة الوقائية التي أصبحت إلزاميةً بزمن هذا الوباء، قد زادت من تعقيد مقدرته على التعرف إلى أحد .. بدأ يبكي حزينًا بركعته الأخيرة؛ فقد أضاع الكثير من الصلوات خلال غربته الشاقة، وأنسته هموم الدنيا الآخرة التي تنتظره! ناجى ربه مُتضرعًا مُتأملًا بالغفران، فهو بات يعلم أخيرًا بأن ربه الرفيق الوحيد الذي يستحق الاجتهاد لأجله ..All Rights Reserved
1 part