جَــوَىٰ الـعِـشــق

حبٌ وُلد ليُقتل على يد عاشق مُتيم، وانتقام أعمى قلبًا وكسر قلبًا آخر. ذاك الانتقام الذي دفن الحب في صدره وأشعل نيران العشق في صدرها. قسوة الأيام أوقعتها في طريقه، فأصبحت هشّة كزهرةٍ تترنح في مهب الريح، بينما هو صخرة صمّاء ينتقم دون أن يعرف لِمَ، كأنما يقتص من جرحه بألمها.

وبرقة قلبها الناعم، تسللت إلى حصونه المنيعة، فأيقظت ما ظنه قد مات. تهاوت جدران القسوة ليُزهر عشقٌ جديد، عشقٌ عنيد كُتب تحت راية عاشق أُغرم بعيني معشوقته، فأعلن قلبه استسلامه أمام هذا السحر الذي لا يُقاوم.

لكن كما أن للحب وجهًا جميلًا، فإن له دروبًا شائكة. الفراق والحزن أورثهما الألم، لكن عشقهما لم يكن حبًا عابرًا، بل كان قدرًا أقوى من كل شيء. تمسّكا به، فصار حصنًا يتحديان به الحياة، يُلملمان جراحهما ليكتبا سطورًا جديدة من حكاية عشقٍ خالدة لا تمحوها الأيام.

رواية جَوَىٰ العشق
بقلم: مريم علي