يتلقى ألكس في أحد الليالي - التي كان من المفترض أن تأخذ منحى رومنسي وهادئ للغاية - خبر فاجعة انتحار أقرب شخص إليه، تاركا له كلمة واحدة ووحيدة، الكلمة التي تمثل الحلقة الأولى في سلسلة من الحلقات المتعاقبة، الكلمة التي تمثل نقطة انطلاق البحث، الكلمة التي تمثل الباب الذي سيلفظ بألكس من باب الواقعية والمنطقية الآرسطية التي بنا عليها حياته بأكملها إلى باب من الخيال والفنتازيا والميتافيزيقية.
تلك الكلمة...
هي أين يلتقي الأحياء بالأموات...
أين لا يكون الكذب خيارا...
أين يرتكب أعظم ذنب...
أين تكون الحقيقة آخر ما تود سماعه...
تلك الكلمة...
هي فيستوفيا...
"المضيف هو الشخص الوحيد المخول لأن يطأ عتبة فيستوفيا، إن كان يملك مفاتيحها، وفعل بطقوسها، ولبى ندائها، فيعجز غيره عن ذلك حتى وإن كان لديه جميع المفاتيح وأحيا جميع الطقوس بحذافيرها، ومع ذلك يبقى من الغباء أن يوصف المضيف بسيد فيستوفيا مثلما عهد السابقون على ذلك، لأن فيستوفيا لا تبحث عن أسياد بل عبيد والمضيف هو عبدها الوحيد، خادمها المطيع، الذي سيضطر لتحمل آلام جسدية جسيمة، ونفسية عصيبة، سيضطر لأن يهرب، يقتل، يضحي بذاته وأحبائه، سيعيش كوابيس في صحوه، سيتمنى لو لم يملك مفاتيحها قط، لو لم يلبي ندائها قط، لو لم يحي طقوسها قط، سيتمنى لو لم يعلم بها قط"
قبل مائة عام، كانت هناك امرأة فاتنة تقطن في إحدى القرى الجبلية الروسية، واقعة في غرام رجلٍ من ديارها.
ترعرعت وتجلى نموّها في بيتٍ متمسك بالطقوس الدينية، أما هي فقد قررت التمسك بحلمها.
أي أمنية قد تصبح واقعًا في قرية تُسلب فيها آمال النساء، حيث تتساقط أحزانهن المكنونة على هيئة دموع.
الثلج غطى قلوبهم قبل بيوتهم، وجمد ضميرهم قبل أطرافهم.
الفاتنة، بعد أن فقدت حبيبها وحلمها في تلك القرية البعيدة بسبب معتقداتهم، دفعت شبابها مقابل قلادة سحرية بيضاء تحتوي على تعويذة سحرية، تُخرج كل ما هو شرير من أعماق النفوس، لتصنع من الإنسان كائنًا يمارس الفتنة ويُزهق الأرواح دون أن ترف له عين.
شعرها الذهبي سرقه الشيب، فاستحال إلى بياض ناصع كأرضها.
في تلك الليلة بعد أن فقدت شبابها وحصلت مقابل ذلك على التعويذة، أصبحت قريتها تشع في الظلام، وحصل أهلها على الدفء حتى ذابت عظامهم.
أحرقت القرية بعد أن فقدت السيطرة على جانبها المظلم، وتحولت القلادة إلى السواد بين دخان اللهيب. فسلبت الساحرة منها القلادة كما سلبت النيران حياتها.
منذ مائة عام، والقلادة تزداد سوادًا وتتوق لعنق امرأة تحملت عسف الأيام، لتخرج مشاعر الغضب منها وتجعلها متعطشة للانتقام.