ستنسى كأنك لم تكن.. سيمر الشتاء، ويمر الربيع ويأتي الصيف ولا جديد يذكر.. كل شيء على حاله ثابت، وحده الفراق قد لعب لعبته وجعل النسيان مستقرا في قلوب من نحب.. في قلوب ظللنا نحبها، وبكبرياء نقسم أمام الجميع بأننا لم نعد نفعل.. نمضي أيامنا بضحكة تعلو وجوهنا.. وحين ننزوي لوحدنا في الغرفة ليلا.. يمر أمامنا شريط الذكريات واحدا واحدا.. بكل وجع يحضر.. وبكل حب لا يود أن يرحل.. ونظل نسأل أنفسنا كل يوم نفس الأسئلة التي لا نجد لها جوابا قط : كيف تراه الحب الذي كان متغلغلا في أعمق نقطة منا لم يشأ الانزياح ؟ وكيف تراه الفراق قد عجل الأقدار ؟ وكيف النسيان قد أصبح ضرورة يذكرنا بها الوجع كل ليلة قبيل النوم؟ أسئلة شتى نطرحها نحن الذين نخاف النهايات.. وأوجاع شتى نواجهها نحن الذين كنا نرحل عند كل خوف ونعود بعدها بكل حب مواجهين خوفنا وضعفنا ومتمسكين بحبل حبنا الرفيع.. لكن، ما كل ما يشتهيه المرء يدركه.. فهناك بسمة لا تكتمل، وهناك حب لا يستمر.. وهناك وجع مستقر بين الأضلع يصدح قائلا : نسينا كأننا لم نكن !All Rights Reserved
1 part