في قديم الزمان و سالف العصر و الأوان..كان هنالك طفل صغير سارح في رقيع الفضاء عند وقت السَّحَر، بعد أن أبى أن يأخذه النوم في غفوته جلس يشاهد في دهشة كوكبة من النجوم المختلفة ألوانها، تذهب من مشارق السماء لجنوبها و تقفز من شمالها إلى غربها، ثم تتفرق في عنان الفضاء و تتجمع مع بعضها، تتناثر في صفحة السماء الشاسعة في أسراب و تعاود الالتقاء في المنتصف، و ما إن بدأت عيون الطفل تلمع في ذهول و غبطة من حسن ما رآه، حتى أخذت في الابتعاد شيئا فشيئا ..بعد أن أنهت رقصتها الملحمية، تاركة وراءها نجمة ضائعة عن أهلها و أصحابها، عادت وحيدة ترقص في رجاء و استماتة، لعلهم يرونها فلربما لا زالوا يرقصون، ربما لا زالوا قريبين، ربما سيجتمعون قريبا، ربما..غادروا ناسينها أو متناسين، لم تتوقف النجمة عن الرقص حتى خَفُتَ ضياءها و بَهُتَ لونها، تعبت من المحاولة و وقفت هناك في وسط السماء مستسلمة خائبة الأمل مكسورة الخاطر. ذرف الصغير دمعته عليها في غمة و أسى ربما لأنها ذكرته بشخص ما، بنفسه مثلا. خاطبها في نفسه بأنه يشعر بها و حزين لحزنها، و وعدها في أعماق أعماقه أنه إن نساها الآخرون لن ينساها هو ، و إن تركها أهلها سيضمها لصدره برحابة، اعتذر متأسفا بحرقة لنجمته الضائعة، لينام مع أول شعاع شمس تشهده السماء و قلبه الصغير ينتحب شجاAll Rights Reserved