{لا تظن أنه لو عرضت الأقدار أمامك ستختار مصيراً يختلف عما كتبه الله لك .. لا .. بل سيبقى هو حتى نهايتك ولكن بنكهة مختلفة}
...
حينها لم يكن هو ذاك الطاغية ولم تكن هي تلك الجامحة بل كانا كملاكين هبطا من نعيم السماء إلى جحيم الأرض ....
ليلة ماطرة .. أرصفة فارغة .. أبواب مغلقة .. وطفلة لا يتجاوز عمرها تسع سنوات تركض بسرعة ولا يسمع في تلك السكينة سوى صوت ضربات أقدامها وأنفاسها اللاهثة المتقطعة تتناغم كسيمفونية راقية مع قطرات المطر التي ترتطم في أحجار الطرقات الفارغة ..
يجلس وحيداً في تلك الحديقة المهجورة مغلقاً عينيه وحبيبات المطر ترتطم بجسده ووجهه المرتخي ليعقد حاجبيه عند سماعه لأصوات أقدام تقترب منه ليفتح عسليتاه راسماً تعبيرا مستغرباً على ملامحه الطفولية الجميلة ليقف على أقدامه متقدما من أطراف الحديقة الخارجية ..