شدد على حروفه بغضب ونتأت عيناه عندما نطق: "ما كان عليكِ فعل ذلك، كيف سوَّلت لكِ نفسك؟" سأل السؤال الذي انتابني منذ وطئت قدماي ذلك المكان، 'كيف سوَّلت لي نفسي وسمحت أن أفعل الكثير؟' أرخى قبضته من على عنقي وابتعد قليلاً، إلا أنه لم يفصل التواصل البصري بيننا. ارتخى جسده المتصلب واختفت نظرة الغضب القاتل من مُقلتيه، ولوهلة شعرت أن بريقاً من الحزن قد مرَّ في خضرتها!! تنهد تنهداً طويلاً وحزيناً وهو ينظر مباشرةً في عينيَّ، واعترف أنني أراه بهذه الحالة لأول مرة منذ جئت! أن يكون حزيناً بهذا الوجه الذي تعودت أن يكون بارداً ساخراً..!! "أنتِ أكبر أخطائي، أريانا." أعقب وهو يعقد حاجبيه وبنظرة مليئة باللوم والعتاب: "ما كان عليَّ جلبكِ إلى هنا منذ البداية." أدار ظهره، وقبل أن يخرج توقف في مكانه وأسدل قبضته التي كانت ترتعش غضباً، وقال ما لم يكن في الحسبان:"ارحلي". ......................................... كان صمته جوابي. ظلَّ يحدق في عينيَّ بطريقة غريبة وكأنَّ شيئاً غير مرئي يحدث معه. همس وكأنه ضائع: "هل الجميع هكذا؟" تنهدت لتغييره للموضوع، لكنني سايرته: "كيف؟" "هل يحصل لهم ما يحصل لي؟" أضاف، "يغرقون في عينيكِ كما أفعل!" للبالغين لأنها قد تحتوي على مواضيع حساسة للبعض.
13 parts