حُسن سير

مقالة بتاريخ ٦ ديسمبر سنة ٢٠٠٥
هل سفاح الأرقام مُجرد قاتل؟
بقلم: مجدي كارم
نعم، هو ذلك الخيط الرفيع بين ماهو صواب وما هو خطأ. تلك المنطقة الرمادية، التي لن تتمكن مهما كنت واثقًا من نفسك، أن تضُمها بضمير مرتاح للمنطقة البيضاء، أو السوداء.
فهو قاتل، بدم بارد، يهاجم ضحاياه ليلًا، يغدُر بهم، ينتزع أرواحهم، وغالبًا يقف ليشاهد مُستمتعًا بريق الحياة ينطفئ تدريجيًا في عيونهم. الآن عزيزي القارئ، أنت - وبضميرٍ مرتاح- قد وضعته في دائرة الشر، دون لحظة تفكير.
ولكن، ماذا لو كان ما فعله بهم، كان بالضبط، ما فعلوه هم بأبرياء، لم يملكوا من المال، أو يتمتعوا بالجاه، أو السلطة، التي تسمح لهم أن يدافعوا عن أنفسهم؟ ماذا لو كانوا كل ضحاياه يستحقّون القتل بحكمٍ قضائيٍّ لَم يُنطَق؟ لعدم كفاية الأدلة، أو لثراء الجاني... إلخ. أيًا كان السبب، فالنتيجة واحدة.؛ نجاة المجرم بجريمته، ليعود لحياته الطبيعية، بعد أن حرم منها أبرياء، لم ينصِفهم غير هذا "القاتل".
أكاد أراك عزيزي القارئ وأنت تُعيد الرجُل للدائرة الرُمادية. بل أن البعض قد يقوم بنقله مباشرة للدائرة البيضاء.
سيكرهه البعض، ويحبه آخرون. سيكون بطلًا في نظر البعض، وخارج عن القانون في نظر غيرهم. سيوافق أحدهم على ما يفعله ويختلف على طريقة التنفيذ. سيوافق غيره على كل شيء