أول ليلة دائما ما تكون أصعب ليلة بعد فراق أحدهم و ليس أي فراق بل فراق الموت لا شيء يضاهي ألم خسارة أحدهم للأبد و أول ليلة بعد تلك الخسارة عادة ما تكون جحيما و أنا أتذكر تلك الليلة جيدا التعب و الإنهاك الذي جعلت نفسي أحس به لعل و عسى قد يخفف عني حمل التفكير و رأسي على الوسادة كان أكبر خطأ فعلته فقد ظننت أنني لن أستطيع النوم و ذاك ما قد يساعدني لربما أجد سلوانا حين أغمض عيناي و تمنيت لو لم أفعل كلما تنجرف عيناي للنوم تظهر صورة والدي أمامي فأفزع مندهشة أبحث عنه في كل مكان لأتحطم حين أرى مكانه فارغا لن يحظى بفرصة لقاء صاحبه مجددا لأعود بخيبة و ذبول نحو مكاني أنزوي بنفسي و أطرد صورته من خيالي فأنا و الله لم أحتمل ، الأمل الذي يظهر مع صورته في كل مرة بأنه موجود حطم باقي جدراني و الإستيقاظ على غباء الطمع في أن ذلك الأمل حقيقي جعل الحطام يختفي مع الرياح ليتركني عارية أمام ألم الخسارة و الفقدان و وجدت نفسي أنازع بين الهروب من واقع أليم و من أحلام أسوء