روتْ لي جدتي ذاتَ مرةٍ ان رجلاٌ فاحشَ الثراءِ عاشَ في حيها ، اموالهُ لا تحرقها جهنمُ وممتلكَاتهُ لا تحيي ذِكرها ، عاشَ في منزلٍ فخمٍ واسعٍ ، وامامه كوخٌ لجارٍ فقيرٍ مسكينٍ يعيشُ فيهِ مع زوجهِ واولادهِ الاربعة ، كان لهُ طاولةُ خُضارٍ في زاويةِ حَّينا يبيع فيها بعضَ الاشكالِ من المزروعاتِ ، يدفعُ بها قِسطَ قوتهِ وقوتَ اولادهِ ، بعد زِلزالٍ وقعَ في عِزِ شتاءٍ ,تهدم كوخ الفقيرِ ومُحي, فبات معَ عائٍلتهِ لايامٍ في زاويا الازقةِ جائعين متشردين ، فلما طُفحَ به الكيلُ لجأ الى جارهِ طالباً المساعدةَ ببعض الاموالِ التي لا تغنيهِ ولا تفنيهِ ، ولكنهُ رفضه متحجِجًا ان لا سببًا يدفعُه الى ذلِك ، و دَخَلَ الى مضجعِه بعدما رَدَ محتاجاً وقعدَ يُغني بطنَهُ الا انْ زلزلتُ الارضُ ووقعَ سقْفُهُ على رأسِهِ ودُفِن مع كفنٍ لا نقدٍ ...
1 part