ترجلت عن سيارتها باتجاه باب المنزل فأثار وجود رجال ببدلات سوداء حفيظتها... أحست أن أمرا غريبا يحدث في الداخل.. لم تكن تلتفت أمامها وهي تتجه ناحية الباب حتى اصطدمت بجسد أشبه بحائط اسمنتي من شدة صلابته وطوله..يا إلهي كم بدت ضئيلة الحجم أمامه....كان يمان كريملي هو من اصطدمت به أثناء خروجه.. كادت تقع لولا أنه أمسكها من دراعيها ليمنع سقوطها..في لحظة تسارعت انفاسها وخفق قلبها بشدة..تكاد دقاته تسمع من بعد صمم... رائحته الرجالية وهالته المرعبة أرعدت فرائسها....كان جذابا لدرجة تفقد العقل...هالته كثقب أسود يبتلع كل من يقترب منه...استعادت توازنها بصعوبة وهي لا تزال تحدق بوجهه محاولة بعينيها التسلل عبر نظارته الشمسية لتكتمل صورة ملامحه المثيرة في ذهنها....أزاح نظاراته قليلا محدقا في عينيها لتشعر بنظراته الحادة كأنها سهام مشتعلة تخترق روحها وتضرم النار في بدنها..فاقشعرت من نبرتة صوته الباردة كالجليد... "انتبهي أيتها الصغيرة..." فقط هذا ما قاله معيدا نظارته ليغادر وخلفه رجاله.... ايلا فاغرة فاهها..."يا إلهي...أيوجد هكذا رجال في اسطنبول؟!!.. إنه وسيم حد اللعنة يا فتاة..." لترد سحر بملامحة فارغة..." بل مرعب حد الجحيم..." لم تهدأ ثورة جسدها التي خلفها ذلك الرجل وراءه.. إلا بعد أن تذكرت والدها لتصيح وهي تهرول إلى داخل البيت "أب