"When the roots meet the winds"
18 Partes Concluida "حينما تلتقي الجذور بالرياح"
في عمق الريف، حيث تصافح الشمس سنابل القمح كل صباح، وحيث الليل يروي قصصه للنجوم، يعيش مينهو، رجل اعتاد الوحدة كما يعتاد الفلاح صمت الأرض قبل أن تنبت الحياة. في مزرعته البعيدة عن صخب العالم، كان كل شيء يسير وفق نظام ثابت، لا شيء يعكر رتابة الأيام سوى أفكار والدته القلقة، التي رأت في وحدته نداء استغاثة لم يسمعه هو بعد. ومن هذا القلق، ولدت فكرة الزواج، كغرسة تُجبر على التربة قبل أن تجد جذورها مكانًا لها.
على الجانب الآخر، كانت هارين أشبه برياح هائمة، تحمل في قلبها شغف الكلمات وعوالم الكتب التي تأخذها إلى أماكن لم تطأها قدماها. لم يكن الريف حلمها، ولم يكن مينهو الأمير الذي تخيلته في حكاياتها، لكنها وجدت نفسها فجأة وسط مساحات لا متناهية من الخضرة، في حياة لم تكن جزءًا من خططها، بجوار رجل بالكاد تعرفه.
بين الحقول المترامية، والإسطبلات التي تعبق برائحة القش، وبين رفوف الكتب التي تملأ متجرها الصغير، تبدأ هارين رحلة البحث عن ذاتها، عن التوازن بين الحياة التي كانت تحلم بها، والحياة التي وجدت نفسها تعيشها. بينما يبقى مينهو متحفظًا، يراقب بصمت، لا يسعى لإرضائها ولا يقاومها، لكنه يشعر أن شيئًا يتغير... ليس فقط في بيته، بل في داخله أيضًا.
Enjoy ☕🪶