استدارت مستجيبة لِـندائه، فَزادت من قبضتها على حقيبة السفر و هي تنظر له يسير تجاهها. لم يجرؤ أحدهم على الحديث التزموا الصمت، و كأن لسانه لُجِم. فعقدت حاجبيها و هي تلتف؛ لتذهب و تجر حقيبتها خلفها، ولكنها توقفت مرة أخرى عندما أردف بكلمته الوحيدة: -متمشيش عشاني. أغمضت عينيها و نظرت له و هي تردف قائلة: -وهو البُعد خيارك أنت بس؟ -لما إختارتهم خسرتك، ولما إختارتك خسرتهم؛ ولكني المرة دي بختارني. أنهت كلماتها و جرَّت حقيبتها خلفها و غادرت لتنفذ قرارها، قرار الرحيل. كانت لتظل و تبقى، ولكنها لم تكن تخسر سوى نفسها. ________________ "ضحايا المُنتصف" للكاتبة سلسبيل كوبك.
31 parts