إلي أهلي ؛ أترابي ؛ آبائي ؛ إخوتي الذين ترعرعوا في المعاطف العسكرية وأقربائي الأكبر سناً . ها أنذا اقف مرة أخرى أمام هذه اللوحة الصغيرة في إطارها المتواضع علي السفر إلي القرية في صباح الغد، و إنني أنظر إلي اللوحة طويلاً و بتمعن ، كما لو أن في إ مكانها أن تجعل سفري سعيداً لم أعرض هذه اللوحة في دور العرض من قبل قط، فضلاً عن أنني أحرص علي إخفائها بعيداً عندما يزورني أ قربائي من القرية . ليس فيها ما يدعو للخجل ، لكنها بالكاد تعتبر فنا ؛ فهي بسيطه بساطة الأرض المصورة فيها. في عمق اللوحة : جانب من سماء خريفية باهتة . الريح تطارد سحبا بلقاء عجولة فوق سلسلة جبلية بعيدة . وفي مقدمة اللوحة : سهب شيح أحمر ودرب أسود لم يجف بعد ، بعد مطر قريب العهد. علي جانبي الطريق تزدحم شجيرات صحراوية يابسة محطمة ، وعلي امتداد آثار عجلات العربان تمتد آثار أقدام مسافرين، كلما ابتعدا خفت آثارهما ، بينما المسافران كأنما سيخرجان من إطار اللوحة إذا ما قاما بخطوة أخرى . أحدهما ... بيد أنني أستبق الأحداث .All Rights Reserved
1 part