مَازالت الصَّدمة والذَّعر باديان على قسماتِ وجهها، تحدِيقَها بهِ وهِي تتراجع إلى الخَلف وكأنَّه ذِئب على وشك افتراسِها، مازال يتقدَّم ومازالت هِي ترجع إلى الخلفِ حتى اصطدمت بجدار الغرفة، إنَّه مازال يتقدَّم منها! ماذا تفعل؟ خانتها الكلمَات، وتحشرج صوتُها، فخرج ضعيفًا مهزوزًا: مَن أنت؟ لَم يَعد يفصِل بينهُما سوى سنتيمترات قليلة، مد قبضته فاتسعت حدقتيها تزامنًا مع صوت اصطدام قبضتهُ بالحائط خلفَها، تلقائيًا وضعت يدها على فمِها لتمنع الشهقات التي تصدُر منها، نزفت الدِّماء من يديه ولكن إنها سودَاء! هل يوجد دِماء باللون الأسوَد حقًا أم أن ذعرَها أثَّر على حواسِها ورُؤيتها!