حوار مع الزمن /فؤاد الدياز  تتساقط تباعا أيام من أعمارنا ، وتأتي أخرى ببراءتها على حياة الوافدين الجدد .. الى هذا العالم وخيوطه المتشابكة.. الليل هادئ .. يرتفع القمر ..تنقضي سويعاته سمره معنا .. لايزال البعض من الناس يستكين الى نوم عميق .. ويوم جديد قد اشرق على البدء .. بعد فترة وجيزة سمعت صوتا ينادي الى الفلاح والنجاح .. ويتساءل ترغيبا : "من يسابق اللحظات المتبقية من العمر .. للظفر بتيارات نسيم منعشة قبيل بزوغ أشعة الشمس .." في المساء ، المدينة تودع وتستقبل .. مزدحمة بشكل رهيب شوارع ضيقة .. ماذا يحدث.. وماذا يحصل ؟؟ . كأن فكري صار عاجزا .. فلم أعد أفهم أو أعي ما يحوم حولي .. أم أنني نسيت دون رغبة مني .. ما يبتغيه ويشتهيه باقي الناس .. كأنك من عالم آخر فما الذي يجري بيننا ؟؟ أسئلة تترك في في قرارة قلبي عميق الأثر .. فجأة أرى قطيع غنم وهو يعود إلى مكانه .. قبيل غروب الشمس .. الراعي يهش بقصبة نحو الأعلى .. يحث باقي العناصر ، على الإسراع نحو الحوش .. يبدو أن لديه غرضا ما يشغله.. وأن مهمة النهار قد إنتهت بعد ولوج القطيع الى الحوش .. ****** ورأيت في عز الاندهاش والإستغراب رجلا عجوزا ينظر ناحيتي .. ظننت انه يعرفني .. أو لربما يتأكد فقط من ملامحي .. كان يستريح على عصاه كان واقفا على حافة الطريق .. يبدو أنه غير متفائل بما يعيشه ، ويراه .. كأنه ينتظر شيئا ما .. بمجرد ما لاحظت تركيزه على ملامحي .. توجهت إليه مباشرة ، كنت أخاله يريد مساعدة ما، - فسألته بعد واجب السلام.. - هل تحتاج مساعدة ما؟ فقال لي حينها وهو ينظر جيدا إلى عيناي : _ لا ، أبدا !! انا انتظر إن يحين وقت المغادرة بعيدا.. انا فقط واقف هنا .. عند مفترق الطريق .. اعاين وألاحظ ..وانتظر .. أن يأتيني خبر ، أو إشارة من نوع ما، يرشدني بها .. أو رسالة يخبرني فيها عن الدواء الشافي ، لحالة الفوضى المقلقة التي يعيشها بعض الأفراد من الناس .." انتظر متى يمكن للحياة استرجاع سلامها .. وهدوءها المعتاد ؟ كان ذلك الحكيم قد بدأ ينزل نحو منحدر الهون والضعف وانطفاء سنين القوة . كان صوته ضعيفا ينبعث من جوف الذات .. يحمل مرارة .. تنذر بالخطر . بقلم فؤاد الدياز تجربة أدبية // في جنس : القصة القصيرة