أنزل رأسه حتى قاربت ذقنه أن تلامس صدره، أنزلها خجلًا لا خشية، خجلًا من الله، وبدأ يدعو في سره. - يارب السماوات، يا خالقي وخالق العالمين، يا من لا يعجزك شيءٌ، يا قائل للشيء كن فيكون، أيعجزك أمري؟ أتقف أمام عظمتك وقوتك مشكلة عبدٍ فقيرٍ لرحمتك؟ أخلقتنا لتسلط علينا خلقك وبلائك؟ أترضى بحالنا؟ أرضيت يارب بعدما قدرت لنا هذا؟ أنحن تختبر بنا ذوي المال لترى ما سيفعلوا معنا؟ وما ذنبنا؟ أترى هذا الخراب من فوق سابع سماء؟ أيصلك صوتي؟ ارتكبت أكبر كبيرة لكني لم أجد حلًا غير هذا، لم أشرك ولم أسرق ولم أزني، لكني فعلت الأقبح، أنت الوحيد العالم بسبب ما فعلت، لا أستحق رحمتك، لكنك أهل الكرم والعطاء، منذ متى وهناك من يستحق الرحمة على هذه الأرض؟ أرني عجائب قدرتك في حل تلك المعضلة فإني عجزت أمامهم، أنا أضعف من تحمل عاقبة الأمر يارب. الغلاف من تصميم المبدعة بسملة محمود.