في مملكة تُدار بأنياب السيوف وتُنسج خيوطها بدماء الخصوم، يقف متكئًا على صولجان الرهبة. فارسٌ جلّده الظلام وصقلته المعارك، يصنع الهيبة في قلوب الملوك قبل العامة، ويطوف بين رؤوس الأعداء كما يطوف بين أجساد النساء، كأنما المتعة زاده الوحيد، واللذة محرابه المقدس. ترتطم أنظاره لأول مرة بـها، لم تكن سوى فتاةٍ قروية، بلهاء في براءتها، مشتعلة كعنقاء تنفض الرماد عن كبريائها. متمردة، عصية، تتحدث لغة الحرية كأنها تراتيل خالدة. فيقرر، بعنفٍ يماثل شرار عينيه، أن يجعلها إحدى نسائه، أن يطوق عنقها بطوقه الحريري المسموم، لكنه لم يكن يعلم أن قلبها لا يُروض، وأن كبرياءها هو فخ لا ينجو منه أحد...! وما بدأ كمتعة عابرة، صار معركة بلا سيوف، شهوة تتجاوز الجسد وتلتهم الروح. كان يتوهم أنه الصياد، لكنه وجد نفسه في شباك فراشة لا تُقارن رقتها إلا بنارها، تُشعل فيه جنونًا لم يعرفه، وتُعرّيه من غروره أمام مرآةٍ أبت الإنحناء. هل يستطيع رجلٌ طُبع على سحق القلوب أن يُروض قلبًا جامحا لم يطأ أرضهُ أحد قبله قط؟ وهل يمكن لأنثى مغرمة بالحرية أن تخضع لرجلٍ يُجيد سطوة الجسد يتفنن في رعشات الوصول؟ مُتمَـرّدة ذاتُ ڪبرِياءٍ هيَ، وَهِوايَتُـهُ گانت تـروِيضهـا! - غوريـاث الفِڪرة مُستلهَمة مِن لَوحة فنِيّة للرّسّام جونAll Rights Reserved