عشت كأفعى تترقب بصمت في سبات الذكريات، أراقب العالم من خلف عينين تعلمان أن الصبر ليس ضعفا، بل سلاح يُشحذ يوما بعد يوم. تعلمت من ظلم البشر أن أحتفظ بسمّي لنفسي في سباتي الشتوي، و أن أنتظر اللحظة التي يزدهر فيها ربيعي. فأبثّ فيه قوتي و ألدغ كل من مسني بالأذى. لم أكن يوما تلك التي تهوى الهجوم و لا من تندفع وراء لذة انتقام عابر، بل كنت أختار أعدائي و أجمع ألم الماضي كالأشواك حول قلبي حتى أستيقظ في ربيعي.ليس فقط لأردّ الأذى بل لأثبت للجميع أنني لم أكن ضعيفة يوما و كنت فقط أتحين الوقت المناسب. لقد صنعوا مني أفعى لا تهزمها الأيام و لا تكسرها السنين، حتى بت أعرف جيدا أن حياتي هي قصتي أنا، و أن دوري فيها هو دور الصياد لا الفريسة. تلك التي عرفها الجميع بأنها مسكينة مضطهدة هي أنا. تلك التي يُقال إنها كالأفعى تختبئ بانتظار لحظتها. أنا التي تعلمت أن الانتقام لا يقدم ساخنا بل يُقدّم باردا كصقيع شتاء هولندي. الرواية الأول من سلسلة: Tulips chroniclesAll Rights Reserved