## القلب الثائر ## إنه يعاتب نفسه كثيرا.. ويزداد الأمر سوءا في كل مرة وربما تفقده كثرة التفكير تركيزه مرة بعد مرة.. لقد استسلم لواقعه منذ سنوات طويلة ليأخذه القدر إلى حيث يريد وأصبح كل ما يخشاه ذكرياته الجميلة معها التي تزيد من حدة ندمه على تركها.. إنه يعترف ٱلاف المرات أمام صورتها بأن حبه لها يملأ كيانه.. شهدت عليه دموع قلبه وساعات ليله التي قضاها وحيداً يتذكر كلماتها.. نظراتها.. ابتساماتها النقية الحانية التي تخطفه.. لقد أيقن تماما أن حبه بلا أمل ولكن لم يقنع عقله بالنسيان.. لم ينعم قلبه الثائر بهدوء الخفقان.. مازال يضنيه البعد.. ويحن لليالي السهر.. تحاصره الذكريات بشدة فينظر لقلبه نظرة سخرية بألف معنى فيراه كشهاب يحترق في سماء ليلة باردة.. ورغم ذلك ما زال يطرق باب حلمه الغامض كل مساء فتتقاذفه الأضغاث كقارب يسبح في بحر أمواجه من شجن فغرق.. يمر الزمن عليه بلا رجعة محتفظا بأمنية قدرها البقاء في إحدى زوايا عقله المظلمة وربما ترك له دقائق قصيرة تختار مصيرها في المرور ببطء يحبه ليعيش فيها على جناح الذكرى. بقلم / داليا الصلاحي تم النشر بجريدة الرأي أتمنى أن تنال إعجابكم أصدقائي