في عالمٍ لا تبدو فيه الصدفُ سوى ستارٍ واهٍ يُخفي خلفه حقيقةً مرعبة، يتشابكُ الغموضُ بالمؤامرات، ويُزرعُ الخوفُ في القلوب كما تُزرعُ البذورُ في بستانٍ قاتم. في زاويةٍ معتمةٍ من المدينة، حيثُ تتشابكُ الأشجارُ المُلتويةُ كالأصابعِ الهزيلة، تبتلعُ الرياحُ أنينَ المكانِ وتُخفيه بين الأوراقِ اليابسة، يَنتظرُ البستانُ البوهيمي...
مكانٌ لا تُحدِّده خرائطُ البشر، ولا تَحفظه ذاكرةُ الأرض، بل تعرفه فقط أرواحٌ هائمةٌ تبحثُ عن آذانٍ تُصغي لصرخاتها. هنا، بين جذوعٍ تتهامسُ بلغةٍ منسية، يبدأ كل شيء.
شهرٌ واحدٌ في العام. أطفالٌ يَختفون بلا أثر. المدينةُ تُغرقها عتمةٌ خانقة، وصمتٌ يتسللُ كالدخان، يسبقُ المأساةَ الجديدة.
قاعدةٌ واحدةٌ عليكَ اتباعُها: "لا تَدخُل وحدَك... ولا تَثِق بظِلِّك."
صرخات مكتومه دماء ليس لها لون.
نضرات مرعوبه انين صامت
بكاء ك بكاء الاخرس
هل جربت يوما ان تخوض تجربة الخوف ؟
او تواجه الموت وانت عاجز ؟
لا محاله ان تجد نفسك في عالم اخر..
الاولى.
وُلِدَتْ من رحمِ الظلِّ،
سمراءُ كحقيقةٍ ترفضُ الإنكار،
ملامحُها مرآةٌ للنجومِ حينَ تتكئُ على سوادِ السماء، لكنَّ الأرضَ التي سارتْ فوقَها لم تعتدِ احتضانَها، والعيونُ التي نظرَتْ إليها لم تبصرْها إلا غريبةً عن النور.
واخرى .
كبُرتْ وهيَ تلتحفُ النبذَ كسوادِها،
تُجبرها الأقدارُ على دربٍ لم تخترْه،
تسيرُ فوقَ الجمرِ حافيةً، والوجوهُ من حولِها تتهامسُ:
"ابنةُ الليل، كيفَ لها أن تحيا في الصبح؟"
وهوو.
كانَ مثْلَها، يَحمِلُ على جِلْدِهِ خُطوطَ قصَّتِها،
في صوتِه أنينُها، وفي يدِهِ وطنٌ لم تمنحْهُ لها الأيَّام، رأَتْ فيهِ نفسَها، فأحبَّتْهُ كما لو أنَّها تُعيدُ ترتيبَ ماضيها بيدَيْها، تُرَمِّمُ شُقُوقَ رُوحِها بأصابعِه.
لكنَّ الحكاياتِ لا تُكتبُ كما تحلُمُ القلوب،
فالأقدارُ تأخذُ بيدِكَ إلى حيثَ لا تُريد،
وأخذَتْها إلى قفصٍ مُذهَّب،
إلى رجلٍ جاءَها زبونًا، يشتري صوتَها كما يشتري العطور،ينضر الى أقدمها الراقصةٍ التي تُثيرُ التصفيقَ في قلبِهِ القاسي.، وهوَ أمامَها، يُراقبُ شِفاهَها وهيَ تنطِقُ بالكلمات