
خرجت تالية إلى الشرفة وهي ترتدي فستاناً أخضر بسيطاً، ووشاحاً ملوناً على رأسها، وتحمل بين يديها سلة مليئة بالملاءات. كانت تتحرك بخطوات خفيفة، وكأنها تتناغم مع نسيم الصباح العليل. رآها أمجد فأعجب بجمالها الفاتن، ببياض بشرتها الناصعة، وتناسق جسمها الممتلئ الذي ينم عن أنوثة طاغية. تمنى لو أن الظروف لم تكن قاسية عليها، ففكر في نفسه: "لو لم تكن تعمل كخادمة، لكانت سيدة تحظى بكل ما تتمناه." تأسف للحياة التي أجبرتها على تحمل مثل هذا العمل رغم ما تتمتع به من جمال وجاذبية. وفجأة، تفاجأ أمجد عندما سمعها تغني بصوت عذب، وكأنها تسبح في بحر من السعادة. كانت كلمات الأغنية تنساب من شفتيها ببراءة، مما جعله يتساءل: "كيف يمكن لشخص في مثل ظروفها أن يكون بهذا التفاؤل؟" لكن تأكد أمجد من حقيقة وضعها عندما سمع سعيد يناديها بصوت عالٍ: "يا خادمة!" انكمش قلبه لهذه الكلمة التي تبدو وكأنها تخفي وراءها قصة حياة مليئة بالتحديات. تأسف أمجد لحالها مرة أخرى، وهو يتساءل كيف يمكن لجمالها وأنوثتها أن تكونا محصورين في دور الخادمة، بينما تستحق أن تعيش حياة مختلفة، حياة تليق بجمالها وروحها الطيبة. ـــــــــAll Rights Reserved