نظرت في الأفق بعيدا، وطالت فترة الانتظار أكثر مما توقعت، لم تسمح لآمالها أن تنسج خيوطا ذهبية يحاكي الواقع التي ترغب فيه خشية أن تتحطم تلك الآمال على صخور الواقع القاسي. لم تسمح لتلك الدقائق الخاوية أن ترسم صورة مشوهة لاحلامها الزاهية لم تقبل أن تتنازل عن تلك الأحلام بسهولة، قاومت أفكار فرضت نفسها مع الثواني الثقيلة. مازالت تنظر عبر النافذة حينا ، ثم تنقل نظرها بسرعة إلى الباب كانها تسمع صوتا ما، على أمل أن لحظة غفلة جاءتها فوصلا الباب ولم ترهما عبر النافذة، رغم أنها مسمرة أمامها لا تلتفت حتى أن ناداها أحد، لم تكن لديها رغبة في الأكل، وليس لديها رغبة في الحديث مع أحد، أو اللعب مع صويحباتها، تبرق عيناها الصغيرتين الكحيلتين حينا عندما تتذكر عطفهما وحنانهما وحبها الحقيقي لها، ثم يعصرها قلبها البرئ الصغير حينا آخر عندما تدهمها فكرة عدم حضورهما. في آخر زيارة لهما للدار وعداها بأن سيحضرا ليأخذاها معهما وستعيش معهما كابنتهما في منزلها الجديد، كانت تشعر أنها ستشتاق لزميلاتها في الدار، لكن تحدث نفسها بسرعة أنها ستزورهم، وستلعب معهم حينا، ثم تعود مع ابويها لمنزلهم الجديد. ،،،،،،،،،،All Rights Reserved
1 part