رجل بلا ملامح ! ... بقلم / الهادي علي الجورني .. سؤدد راحة النفس الجريحة لكائن كان يحبو .. يتطور ! .. يكبر ، ويزعم لنفسه وللآخرين عن ما صنعه بأمواج النهار ! .. وكيف عاصر حُقب الزمان مرتدياً أليافاً مخضبةً بمعاني معنوية تطالُه أينما حلَّ ! .. .. تعانقه مراحل شمس الحضارة الزائفة ! .. تعانده كؤوس الشراب المُرّ ، تلتقطه الحجارة عبر عيوبه المُستثارة ! .. " .. كيفما شِئتِ اسأليني .. " .. تلك كانت كُلّ ذكرياته ، ومُعاناته مع الخوف والرعب الشديدن لسكاكين الجزار كلما زاره ليشتري لحم خروف ، وجلده الصوفي لينام عليه مستريحاً ! .. .. لقد بانت تلك المحرقة بوضوح أمام ناظريه .. كيف يرتدي النور في الظلام ، ويغني أغنية الوهم القبيح ؟! .. تنهد بمرارة ، وتمرغ على فراشه مِراراً حتى فقد الاتزان .. فسقط على البلاط يحلم بفتاة جميلة تملأ عليه وحدته الطويلة ! .. يحلم بامرأة تحمل جميع معاني السحر والجمال ، تنتشله من الحاضر البائس إلى الشباب الذي لن يعود ! .. استلقى على فراش السرير الذي أصبح مليئاً بالأشواك والابتسامة على ثغره ، ومازال هوسه المجنون يتلظى .. يكافح ، ويدافع ويثور ! .. ولكن على من يثور ؟