يحكى أن في قديم الزمان كان هناك رجلًا تقدَّم به العُمر وضعفت صحته ولم يعد يستطيع أن يعمل مثلما كان صغيرًا في السن. وقد كان هذا الرجل مشهورًا بعفة نفسه وترفُعُه عن سؤال الناس في مساعدته، فكل ما كان يفعله هو الجلوس أمام منزله. ونظرًا لأنه كان رجلًا طيبًا لم يؤذي أحدًا في حياته، فقد كان محبوبًا بين جيرانه وفي بلدته الصغيرة كلها. وفي يومًا من الأيام كان الرجل جالسًا أمام منزله كالعادة، فإذا به يشعر بالعطش الشديد لكن بئر الماء كان بعيدًا عن المنزل. وقد اعتاد كل مساء أن يذهب ليملأ الدلو لكي يشرب في اليوم التالي منه. لكن في هذا اليوم مر رجل بحصان وكان الحصان يشعر بالعطش. فما كان من الرجل الطيب إلا أن أعطى الحصان الدلو بالماء ليشرب. لذلك لم يكن لديه ماء لكي يشرب منه في اليوم التالي، وعندما شعر بالعطش مر رجل يبدو عليه معالم الثراء. فطلب منه الرجل العجوز بكل أدب واحترام أن يساعده في أن يملأ الدلو من البئر البعيد. لكن الرجل نظر إليه نظرة تكبر وإحتقار، وقال له كيف تجرؤ يا رجل. على أن تطلب مني أن أذهب لأملأ دلو الماء لك، ألم تعلم من أنا؟ فنظر إليه الرجل في حزن وقال له: كلنا عباد الله، وأنا لم أسألك مال بل أنا سألتك أن تملأ لي الدلو لكي أروي عطشي. لكن الرجل الغني قام بسب الرجل العجوز وأتهمه بأنه شحات حقير وتركه وAll Rights Reserved