أولاً : شرح المقدمة يقول إبن خلدون : « الإنسان جاهلٌ بـ الذاتِ، ، عالمٌ بـ الكسبِ » عقل الإنسان صفحةٌ بيضاء ، ليس فيها معرفةً قَبْليَّة ! ثم تبدأ التجارب بـ الإنتقاش عليها لـ تُلونها .. هذا فِعلٌ أبيض ؛ و هذا جُرمٌ أسود ، وما بين حدة تناقض الأبعَدَين نَهرُب لـ عالمٍ من الألوان ، و يكون لنا في الألوان حياة ... في سطوري الآتية محاولة متواضعة لـ إيجاد الأبيض في الإسوداد ؛ و البحث عن نقطة سوداء وسط البياض ، و منح كلاهما بعضاً مِن حظِهما ، فلا يطغى أحد ولا يُطغى عليه أيُ أحد ، بل يكون هناك إنسجام ما بين أكبر مُتناقضين في الكون ( الأبيض و الأسود ) لـ ينتج لوناً جديداً مُختلفاً ، لوناً رمادياً بحتاً ، فـلا كُل أسود مُلوث ؛ ولا كُل بياض يعني نقاء . الواقع .. عبارة عن مزيج من الأبيض و الأسود ، في كل شيء سواد و بياض ، و في كل بياض تجد سواد ؛ ولو نقطة ، و في كل سواد تجد بياض ؛ ولو وميض ، حتى في العِشق . قد يُغرم السواد بـ البياض ، و قد يقع البياض في عِشق السواد ، و في العِشق كُـل شيءٍ مباح ! ولن تكون قمراً مُنيراً ( عشقٌ أبيض ) ما لم يُحاصرك كل ظلام الليل ذاك ( عشقٌ أسود ) ! ، فـ إعلم أن الصبر في الظلام سوف يزيدُك نوراً و يدفعكَ للإمام لـ تُبصر بصيص أملٍ بعد اليأس . هل الظلام مفيد و ضروري لهذه الدرجة لـ إبراز الشيء العادي ؟ ،All Rights Reserved