كثيرا ما كنّا نظنّ أن كلّ شيء له ضدّ واحد في هذه الحياة يمكنه إضعافه أو حتّ إبطال مفعوله . ، فالأبيض يقابله الأسود ، والخير يقابله الشر ، والضجيج يقابله السكون ، وإلى ما هنالك من تضادّات . حتّى تعرّفنا على القهر الذي يلزمه اجتماع كوكبة ٍ من المضادات حتى ننتصر عليه ، لتضعفه فقط . كالصبر والحكمة والذكاء والجلادة والتحمّل والرؤية التي تنسجها جميعا في خدمة ما هو أهم : الإرادة .! لأن الإرادة وحدها هي المركب القادر على حملنا من شاطىء إلى شاطىء مختلف كليّا . لنغيّر فيه حياتنا بشكلٍ ما كنّا حتى لنتخيّله أو نتوقعه ، و الإرادة هي التي تشكّل الفارق الجوهري بين إنسانٍ يستسلم للقهر ، ويُذعنُ له ، وإنسانٍ يحتوي القهر ويبحث عن ألف طريقة كي لا يسمح له بهزيمته ، حتى لو اضطر إلى كسر القواعد المألوفة ، لأن المقهور هو أكثر من يعلم أن معظم القواعد والعادات والقيم التي تحكم حياتنا ، ما هي إلا أدوات يتم استخدامها بشدة ، لقهرنا واستعبادنا ، وإن كان ذلك يتم بنسب مختلفة . وهو أيضا من يعلم أهمية تحطيم كل تلك الأدوات القهرية كي يتحرر ويستعيد حياته أو ما تبقى منها على الأقل .