. الحياة غير عادلة.. من قال تلك المقولة كان معه كل الحق..
هو رجل لا يعرف من رغد الحياة سوى اسمها، اسمه مجد وحياته كانت على نقيض من معنى اسمه.. منتهى البؤس.. ولكنه راضياً..
يستلقي أسفل سيارة يقوم بتصليحها في الشمس الحارقة.. بورشة ليس هو مالكها، ورشة موجودة بداخل مجمع لايعلم عنها سكانه بها والا أغلقوها..
يُخرج من أسفل السيارة ملطخ بسواد زيت الشحم، يقف ويلتقط منشفة صغيرة ملطخة ككل شئ محيط به يمسح بها كفيه وجبهته..
أحس بشئ بالأعلى يجذبه، شئ يلمع كلمعان شمس الظهيرة.. رفع رأسه بشكل تدريجي وعيناه استقرت على شرفة لطالما تأملها وتأمل من تقف بها مأخوذًا بـ الطلة ... فتاة بجمال القمر ونعومة الورد وجسد الحوريات تقف بالأعلى خصلاتها ذهبية فزادتها جمالًا وابتعادًا... يرمقها بإعجاب.. وحسرة..
حسرة أكدها مالك الورشة وهو يربت على كتفه بأبوة
-الناس دول مش زينا، لا عايشين عيشتنا.. ولا بياكلو أكلنا..
يبتعد عنه ولكن صوته يخترق أذنيه
- متبصش لفوق يامجد.. اللي بيبص لفوق رقبته بتتكسر..