رواية أحكام القلوب. بقلم مُنى عيد محمد.
61 parts Ongoing إقتباس.
_ عملتِ كدا ليه؟ بتهربي مني يا حنين بدل ما كنتِ بتهربي ليا؟ انطقي.
زاغ بصرها وغامت عيناها بدموع ترثي قلبها الحزين، ورغم هذا هتفت بقوة مضنية:
_ أمال كنت عايزني أقعد فـ البيت معاك ومع البنت اللي كنت بتحبها يا مصطفى!
_ تقومي تهربي..
قطعها بشراسة ساحقًا المسافة بينهما وأمسك بمرفقها في غضب عرم جاززًا على أسنانه بعنف كاد يدمي لثته.
انهارت قوتها وهتفت بقهر وقد تذوقت ملوحة أدمعها في فمها:
_ لا كنت استنيت أشوفك وأنت بترجعلها وتتجوزها عليا كمان! ليه قلبي حجر عشان أشوف كل دا وأسكت، مليش كرامة؟ أي ذنبي يحصلي كل دا.
كلماتها تلك هزت خافقه من بين أضلعه كورقة خريفية تتأرجح للسقوط.
خفف من ضغطه على مرفقها لتصبح لمسته لها حانية مع نبرة صوته:
_ دا ذنبي أنا، أنا المسئول الوحيد عن كل اللي بيحصل دا.
صمت يبتلع غصته، صمت عاجز، عاجز عن أن يسكت بكاءها وشهقاتها التي تتعالى كلحن حزين ترق له القلوب.
وآه من عينيها التي خطها اللون الأحمر كالشفق، كانت شمس ساطعة تتلألأ كلما رآها ولكن سكنها الحزن فجأة وخاصة بعد زواجها منه، عودها الأخضر بُلي وأصبح يابسًا بصحبته.
خاض في حديث أخر بظنه سيلين قلبها وتتفتح أزهاره ولو قليلًا:
_ حنين، هان عليكِ تسبيني بالشكل دا؟ أنت مش بنت حارتي ولا شققنا قصاد بعض، أنتِ تربية أيدي كبرتي قصاد عيني، خد