راودتني فكرة ارتداء الحجاب مذُ كنت صغيرة في السن، ولكن لم يشجعني على لبسه أحد، فصحيح أننا كنا عائلة محافظة ولكننا لم نكن عائلة ملتزمة. كم كنت أحسد الفتيات المحجبات اللاتي كنّ في مثل سني لأنهنّ نشأن في وسط متدين إلا أنه رغم سفوري منّ الله تعالى عليّ بستر الحياء الذي حفظني إلى حد ما من أطماع العابثين واللاهين. تأجّجت شرارة الرغبة بارتداء الحجاب عندما سارعت أختي الوسطى لارتداءه فور زواجها... كنت أتأمل بإعجاب شديد حجابها الشرعي الذي زادها تألقاً وبهاء عندما كانت تأتي لزيارتنا في العطلة الصيفية - كونها مقيمة في إحدى الدول الإسكندنافية المعروفة بشدّة برودة طقسها؛ فكانت حرارة الإيمان والالتزام تصل إلى قلبي فتملؤه دفئاً .. ما أشبهها بحامل المسك الذي أخبر عنه الرسول صلى الله عليه وسلم: " إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك - أي يعطيك - وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة". فحجابها الشرعي ومواعظها التي كنت أنصت بجوارحي إليها عطرتني بطيب رائحتها.... ولكن بعد سفرها خمدت الشرارة ولكنها لم تخبو بل بقيت نار تحت رماد. وجاءت الخطوة الحاسمة عندما تعرّضتُ لحادث أليم كدت أفقد فيه حياتي لولا لطAll Rights Reserved