مزَّقته وحوش الحياةٍ بين أنيابها، وطوَّحته رياحها العاتية بين دروبها مُنهكًا مكسورَ القلب كعصفورٍ كُسِرَ جناحاه. تعوَّد طعم الألم والمرارةٍ حتَّى التقاها فخففت عنه وطأة آلامه، وكأنما في ظهورها شفاءٌ لجروح روحه الغائرة. أذابت الجليد المتراكم على قلبه فنبض بالحياةِ بعد طول ركودٍ و.. موت، ولملمت بأناملها المجروحة حطام روحه المبعثرة، لكنها لم تستطع أن تقتلع جذور الأسى من فؤاده! قست عليها الحياةُ وأوجعتها بنصالها السائل منها دماؤها، سعت خلف انتقامٍ كاد يودي بحياتها! كلاهما مرَّ بتجارب مروعة، صقلت شخصيته، ولونت أيامه بقتامةٍ قابضةٍ للقلوب، فظنَّا أن لا منجا من ضربات الحياة الموجعة، ولا سبيل للمناص من شجرة انتقامٍ تشعبت أغصانها في نفسيهما. انتقامها انتشلته حارًا مُشبع وموصومٌ بدمائها، أما هو فيسوي انتقامه على نارٍ هادئة، ويُفضل أكله باردًا. فماذا عساهما يُقدمان لبعضهما في معاركهما _الضارية_ مع الحياة؟! رغم قسوة الحياة سأحيا. نورهان إبراهيم. ليست مُجرد رواية، لكنها حياةٌ بأكملها!
29 parts