مقدمة ..
الساعة جاوزت النص ليل، والمدينة نايمة إلا من ضو الشوارع وصفير الريح اللي يلعب بورق الأشجار اليابسة. بس بداخل مروان الجبوري، العاصفة كانت ما تهدأ. قاعد بزاوية زنزانته، ظهره ملتصق بالحايط البارد، وعيونه معلقة بالسقف، كأنه يحاول يلقى تفسير للكارثة اللي وقع بيها.
تهمه اغتصاب؟! هو؟ مروان الجبوري اللي بنا سمعته بحذر، وخلى اسمه يعني القوة والنزاهة؟ شلون انقلبت الدنيا عليه بهالشكل؟
الشرطة اقتادته مثل المجرمين، الصحافة كتبت اسمه بعناوين تملأها الفضيحة، وشركته اللي تعب عليها سنين، بدت تنهار بلمح البصر. التهمة ملفقة، يعرف هالشي، لكن منو راح يصدقه؟ كل الأدلة ضده، وكلام السكرتيرة كان واضح: "هو اللي اعتدى عليّ، وأريد حقي بالقانون!"
بيوم وليلة، تحولت حياته من نجاح وقوة إلى سقوط مهين. بس مروان مو من النوع اللي يستسلم، لازم يلقى طريقة يطلع بيها من هالورطة، لازم يلقى شخص يوقف وياه.
بس منو؟
---
بعيد عن زنزانته، بمكتب بسيط لكنه مليان بالملفات والأوراق، كانت ريم الجاسم تقلب بملف القضية. محامية، مو مثل باقي المحاميات، جريئة، ما تخاف من المواجهة، وذكية لدرجة تخلي ألد خصومها يعيدون حساباتهم.
ما تعرف مروان، ما شافته بحياتها، لكن اسم "الجبوري" مو غريب عليها. جدها كان يحجي عن عائلة الجبوري واحترامهم،