لَن يتسّنى لإمرئٍ أن يَعلم ماذا سيُغنّي عند النِهَاية، إذ يرقبُ الرَصيف بينَما تنأى السَفينةُ في إبحَارها، أو ما سيكونُ عليهِ الأمر لحظةَ يستوقفهُ هديرُ البَحر، بلا حِراك، هُناك عندَ النِهَاية، أو ما الذي سيرتَجيه آنَ يوقنُ أنهُ لَن يَرجع إلى حيثُ كَان، حينَ تفوتُ أوانَ تشذيبُ الوردِ أو مُلاطفةِ القِطة، حينَ يضيءُ الغُروب المَرج ويَكسوهُ البدرُ ببيَاضِ الجَليد حتى لا يُبَان، ليسَ كُلُّ امرئٍ يعلمُ ما البَديل الذي سَيلقاه، وحينَ تميلُ وَطأةُ المَاضي إلى العَدم، ولا تكونُ السَماءُ أكثرَ من ضوءِ الذاكِرة، وتأتي إلى نِهايتها حِكاياتُ السَّحابِ الرَقيق والغَيمُ المُتكاثِف، وتكفُّ الطُيورُ عنِ الطَيران، لَن يتسّنى لأحدٍ أن يدرِي ماذا ينتظرهُ، أو ماذا سيُغنّي حينَ تنزلِقُ السَفينة التي يُبحرُ عليهَا في الظَلام، هُناك عندَ النِهَاية.