خيطٌ رفيع ..
مابينَ العبقرية والجنون .. خيطٌ رفيع ..
ومابينَ الغرور والثقة .. خيطٌ رفيع ..
ومابين الطيبة والسذاجة .. خيطٌ فيع ..
ومابينَ الصمتِ وكسرهِ .. خيطٌ رفيع ..
أتلاحظون أن تناقضاتِ الأشياء تتدرّج وتُفصل عن بعضها بخيوطٍ وهمية، لا ترى بالعين المجرّدة وإنما تظهر بأفعال البشر حين يسبرون أغوار مداخلات حياتهم ؟
ينصحوننا كثيراً أن نهتمّ بذاك الخيط الذي يَحُودنا عن تحويل سعادة حياتنا إلى دمار .. بياض قلوبنا إلى سواد .. ابتسامةُ أفواهنا إلى لوحةٍ عنوانها الكآبة والابتئاس !
ولكن كيفَ لنا أن نعرف الأبيض دونَ تجربة الأسود ؟!
كيفَ لنا معرفة الغرور وتمييزه عن الثقة ما لم نتعايش معهُ أو نتعرض له ؟
كيفَ لنا معرفة الوفاء دونَ تجربة الخيانة ؟!
وكيفَ نذق مرارة سذاجتنا التي ضننا يوماً إنها طيبةٌ تمرّغت بها أرواحنا ؟
بل كيفَ لنا معرفة الكراهية دون تجربة العِشق ؟
ومابينَ العشق والكراهية ... أيضاً خيطٌ رفيع !
هُنا تكمن ملابسات حياتنا مِن الألف إلى الياء .. الراجحون ذوي الحنكة هم فقط من يتمكنّو مِن حفرِ خندقِ النجاةِ لبرّ الأمان بعدَ تجربة النقيض السيء من كلّ خير ..
أبتدأت 2022/12/14....
انتهت. 2023/3/3.......