ما وراء الواقع

مضى عقد من الزمن عليه سجينًا لنفسه، مع أنه لم يعد مهتمًا بحساب اللّيالي التي تغشى بظُلمتها جِلد سقفه، يرافقه شبحه البائس الذي يسكن تلك الهوامش الدّامسة، منبوذة أحرفه وصفحاته مدنّسة، كتاب وجب نسيانه وعدم فتحه.

مُموّه عنوانه، ليس وحشًا ولا يسمح لنفسه بأن يعود مع بني البشر، هويّته تناثرت لشظايا وفقط من امتلك الجرأة، أقدم على الحفر عميقًا عبر رماد تلك الأوراق المحترقة، لا ليستخرج تلك الروح التي طَمِعت بأنانيّة في الزّوال عن الوجود بسلام، بعدما أذنب بحق من ظن أنهم لن يغفروا له ما اقترف، بل للكشف عمّا دفن معه من خفايا حول قضيّة سبق وأُغلقت، ليحين الآوان لتُطرح تلك الأسئلة المحرّمة.

لا تخشى فكرة التعمّق في تلك الأسطر، فلن تجد الحبر قد قام بكتابة اسمك، لأن هو ليس أنت، لعلّه ما يكمن بداخلك، ذاك الجزء المنفي من قِبل وعيك. هو لا يطلب السماح، فهذا لم يعد خيارًا متاحًا، لكن اعلم جيدًا من كان، لتتفهّم ما أصبح، فهو لم يعد يدرك ذلك بعد الأن.

هل هناك عقاب أشد من أن تنسى من أنت؟