بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الكبير المتعال ، أحمده على كل حال ، وأعوذ به من حال أهل النار ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شديد المحال ، وبه تعلق الآمال ، إليه المآل ، وإليه تشد الرحال ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله محبة الله عز وجل للعبد غاية المنى ، والمطلب الأسمى ، والمرغوب الأسنى ، فمن حاز حب الله له ، فقد حُفظ ، ووقِي ، وكُفي ، وهُدي ، لأن الله يحبه ، وسوف يسدده ، ويحفظه من الانحراف والخطأ والزلل ، عَنْ أبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَبْدَ ، نَادَى جِبْرِيلَ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحْبِبْهُ ، فَيُحِبُّهُ جِبْرِيلُ ، فَيُنَادِي جِبْرِيلُ فِي أَهْلِ السَّمَاءِ ، إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ فُلاَناً فَأَحِبُّوهُ ، فَيُحِبُّهُ أَهْلُ السَّمَاءِ ، ثُمَّ يُوضَعُ لَهُ الْقَبُولُ فِي الأَرْضِ " [ متفق عليه ] . فما أعظمها من محبة ، ويا لها من آثار طيبة كثيرة ، وثمار يانعة وفيرة ، وطوبى لمن استحق هذه المحبة الربانية ، اللهم اجعلنا منهم يا ذا الجلال والإكرام ، يا حي يا قيوم .