صرخت بعنف مزق أحبالها الصوتية ونضب الريق من حلقها، فقط ترويه بعض القطرات المالحة التي تهبط جزعًا، تصرخ وترجو، تصرخ وتسبه من يجرها بعنف يلقيها خارج السرايا العتيقة، تغاضت عن اتساخ جلبابها الصعيدي الفضفاض المطرز بجمال ساحر وهو يجرها بعنف من ذراعها لتستقر خارج السرايا تحت أقدامهم تبكي بصوت متقطع متهدج الأنفاس. _ ابني، هاتولي ابني اللّٰه يخليكم، أنا عملت أي؟! ركلها أحدهم ببطنها بقوة فتأوهت بصياح وتكورت حول نفسها تضع يديها مكان ضربته. _ حرام عليكم، ابعدوا عني وهاتولي ابني.. _ ملكيش ولاد إهنه، قسمًا باللّٰه لو رجلك خطت السرايا تاني لأقطم رقبتك. بصق عليها قبل أن ينفض جلبابه من قبضتها التي تمسكت به وعاد بشظف وعتو ليصفع باب السرايا العتيق بعنف في وجهها. انتشر خبر طردها بشكل مزرٍ ومخزٍ في سرايا الغرباوي، بل في نجع الغرباوي بأكلمه كالنار في الهشيم، رغم الساعة المتأخرة بالليل. نزل على درج السرايا الباسقة أكل الدرجات في خطوتين بطوله الفارع رغم ضخامة جسده، رغم هذا لم تهتز هيبته ووقاره فلحقته زوجه "نوارة" بعبائته التي يضعها على كتفيه فتزيد من هيبته ومكانته أكثر. _ يا عاكف بيه ست دهب فـ المندرة مستنظرة جنابك. قالها أحد الرجال من حرس السرايا وهو ينكس رأسه لأسفل غاضضًا بصره، فصرفه عاكف بإشارة من يده، فوAll Rights Reserved