وضع الرجل الكاهل قبعته المميزة فوق رأسه، رفعت يداه المرتجفتان المخطوطة أمام وجهه، أغمض عيناه ، ثم أخذ نفسًا عميقا ، ليبدأ في غناء ما قامت أنامله بكتابته.
"في مدينة لُقبت عند الشعراء بمدينة الشياطين
الأحلام المفقودة
تتدلى الأماني،
تتدلى كأمسيات شتاء قارسة بغياب النجوم،
أزقتها مليئة بالألوان المشتتة والألم المكبوت،
والقلوب ترفع أعلام الحزن والأحلام المنهكة.
الصدأ يلتصق بجدرانها والسكان يلتصقون بأوجاعهم،
تغرق الأرواح في البؤس والمأساة،
ومع كل نسمة هواء تأتي ذكريات قديمة مشتتة،
تأتي كأمواج من الألم تتراقص بين القلوب.
في هذا العالم المظلم
يجب أن يكون للأمل مكان،
في هذه الأوجاع يجب أن نجد طريقنا للضياء،
قد نتوه نحن المسافرون في شوارع هذه المدينة
ولكننا نحن...
نحن من سيجدُ
ذلك النور الذي سيُشع في زمن الظلام."
.
.
"جميعنا نؤمن بالعدالة و المساواة ، لكن هل ستملك القوة الكافية لدفع ثمنها؟ أجبني يا أدريان "
.
.
أحيانا قد يقودك قدرك البائس إلى وجهات لم تفكر أبدا بالذهاب لها، كفارسٍ نبيلٍ أخذه قدره نحو الدخول إلى مدينة يملؤها الفساد و الفجور ، متنكرًا على هيئة مسافر جل ما يبحث عنه هو قوت يومه .