آبياتٌ من الشعر سكنته، أخذت بنفسه و سلبته، خمار الحشمة يتداعي عنها، و يال لحسنها من آبيات، كشفت عن خصلاتها مرحًا، و أخذت من الكأس مستساغًا ، شربت من التوت تتراشق حلاوته على لسانها، و يال لقلبه المتلاعب تحت سهيانها.
عصمته و ثباته إرتخت، جموده، هيبته، كانت زيفًا، هو يتداعى، أنفاسه سلبت منه.
رمش بنظراته هائمًا، و تحت نظراتها بات ساهيًا، بات باديا على وجهها لمسات من التفاجؤ و الحياء. لابد و أنها ظنته شخص من أهلها فأعطت له أذن الدخول دون أن تدري.
أعين الزيتون الشامي سرقته، نظرت لعينه و سلبته، كالسنين العريقة التي يعايشها شجر الزيتون، نظراتٌ حكيمة زاهية، حملت في لمعتها وعيًا و علمًا هاج بثباته و أثقل له أنفاسه.
و كذات العسل في عيناه، عسلٌ حجازي أصيل، داكن اللون، و حلو الطعم، لكنه حمل لمساتٍ من الحدة و نيرانٌ مشتعلة أجاد أخفاها خلف أقنعة البرود التي يتلبسها على وجهه.
كان وسيم الوجه، و حسن المحيا، طويل القامة، و ضخم البنية، و خلف رداء الفخر و الرقي الذي يرتديه رأت فارسًا غاضبًا خاض معاركًا و خرج منها غاضبًا مسلوب العواطف.
و في عيناه رأى حسنها و جمالها، و ياله من حسنٍ في وجهها، يسكن النفس و يسرق من القلب سهوات، و ما عسى اللسان يظل ساكنًا دون أن يقص على حسنها أبياتٌ من الشعر تخرج فصيحة من عبرات لسان