<اقتباس> لم يكن ذلك الرجل ذو النظرة الحاده او حتى القامة المهيبة والحظور الطاغي لقد كان مختلفا، جسم نحيل عصفت به انواء البؤس والشقاء ، فصيرته ضعيفا هزيلا، يمشي بخطى ثقيلة يجر قدميه المتعبتين و يضع يديه على رأسه لتقيه لفح حرارة الشمس عند الظهيرة ، وقد تدلى شعره الاسود الذي يتخلله بضع شعيرات بيضاء على جبهته لتبرز جمال عينه الدعجاء، و العجب انه يناهز الثلاثين من عمره فقط، ثقل بضع سنين قد ترك عليه آثاره ، فبدت هزالاً في جسمه ورجفة في يديه، وكأن الأيام أبت إلا أن تسقية كأس العذاب حتى الثمالة ، فتركته شريدا تائها ، يتخبط في دياجير الحياة. هو: الدون المتحكم المتلاعب بالجميع اعداؤه، اصدقاؤه، وحتى عائلته قاسي لا يرحم احدا حتى ابنه الذي من لحمه ودمه. هي:العداء بينهم وبين عائلته منذ عقود، وزادت الطين بله بارسال جثة اخيه الاصغر مشوهة في يوم زفافه.All Rights Reserved
1 part