الأخطاء أنواع.. نوعٌ يُؤذي النّاسَ فيُسَامحوك، نوعٌ يُؤذي النّاسَ فيَهجُروك، نوعٌ يُؤذيكَ فتَهجُر النّاسَ و نوعٌ يٌؤذيكَ.. فيَهجُرك النّاسْ. وإن سألتني عن أشدّهم نوعًا فبِكُلّ تأكيد هو.. الأخير °• يُؤذِيك فيَهجُرُك النّاس•°... أخطرُهم وأشدّهُم قسوة.. تُخطِئ.. فتُؤذي نفسَك أكثر مِن مَنْ حولِك.. فيَهجروك لأنك مخطئ !.. لا تجد من تَشْكِيه همّك وأذاك.. من يقويك بكتفه وقتما تميل بسبب الأذي.. من يخبرك ' أنا هُنا.. لا تحزن.. سنُصلِح كلّ شيء.. سوِيّا.. أعدك'. تجلس وحيدة فوق رصيف المُشَاة بينما تختلط دموعها بالمطر.. أسمع صوت شهقاتها من بعيد تُنادِي.. 'هل مِن أحد ليزيل دموعي ؟' لَيتَني مرَرْتُ مِن هُناك وقتما كانت تبكي.. لما تركتها وحيدة كما فعل الآخرون.. كما فعل ال_'بشر' أُولئك الأشخاص الذّين اتّصفوا بالرّحمة. دائما ما كنت أقول أنهم العكس ولكن لا أحد يصدّقُني.. أُولئك الذّين يتّصفون بالرّحمة فعلًا لَيْسوا معنا.. لَيْسوا من ال_'بشر' لَم أعهد يومًا بشرِيًا رحيمًا.. جميعُهُم ذئاب.. في هيئة 'بشر' تفترس ما يأتي أمامها لتحقق مصالحها الشخصية. رأيتها تستقيم وبيدها ورقه ابتلت بالفعل بسبب المطر بينما رأسها يواجه الرصيف. جسدها الهزيل كان يزحف للأمام. للحقيقة.. لم أكن أعلم وجهتها، ولكن ما كنت أعلمه جيدًا أنّها ذاهبه