ممدد هناك على سطح ذلك المركب المطلي باللون الأزرق ، مرهق الفكر والبدن تلحفني الشمس بوهج شديد ، وقطرات العرق
تنهمر من جبيني ولا يخفف علي سوى ذلك النسيم العليل الذي يمر بين الفينة والأخرى ، قهقهات نساء وصخب رجال من الجانب
الأخر ، نوارس تغني للحرية وشواطئ لا تزال في الأفق ، ولاكن الممتع في الأمر انني اصبحت منعزل عن هذه الضوضاء
المفرطة ، تذكرت تلك اللحظات التي كنت فيها سعيداً جداً ، مع ثلة من الأصحاب وسط الصحراء مستمتعين بصفاء المكان ونسيم
الربيع البارد قليلاً ، نتقاذف النكات والأحجيات والحكايات ، نوقد النار نستمتع بشواء اللحم وصنع خبز ، نسرد احلامنا وخيالاتنا
عن المستقبل ، كنا ننشد ان نكون من ذوي النفوذ والمسؤلين ، لم ندرك وانا معهم ان نهايتنا ستكون هكذا ، بلا معنى مجردين من
الاحلام وداخل سجن جماعي ، يستفرد بنا كل من امتلك النار ، تشتتنا وتباعدة خطواتنا عن بعضنا البعض ، حتى عن منازلنا
ابتعدنا وصرنا بلا مكان ، نلتحف العراء ونفترش الأرض ، نتقاسم مع الوحوش وحدتها ، هكذا استمريت استذكر الجميل من
الماضي فهو ما بقي لي حتى وصل بنا المركب الى وجهتنا المنشودة ، بلا معنى وبدون اي خطة للحي