أبناء الموت

إلى الراقدين بسلام، إلى تلك العيون المغمضة. إلى من أوثقتهم الدروع اللحمية فتحرروا منها و انطلقوا بعيدا فرأوا الملكوت برونقه. إلى الأرواح المعتقة الهانئة، إلى الأرواح السعيدة الباقية في النعيم المقيم الذي لا يحول و لا يزول، إلى الذين استقبلوا رسول الموت بعد طول انتظار، إلى الذين ماتوا من جديد و هم يبتسمون. إلى الأرواح التي تحررت إلى الأبد من كل قيود هذا العالم، تحرروا من الألم، الخوف، الندم، الحسرة، الغضب، الوحدة، التعب، الخسارة، الذين نجوا من الظلم و القهر و أدركوا أنهم لابد منعمون. إلى الذين لم تبق لهم مخاوف بعد الآن فناموا مطمئنين على مصيرهم، و ستخلد أرواحهم الزكية إلى الأبد. إلى الذين عملوا لما بعد الموت حق العمل فلما أتاهم لم يخشوه و أدركوا أنهم من الخراب إلى العمران خارجون. إلى الذين عادوا للموت عودة المشتاق .. إلى أبناء الموت الأبرار .. الورثة ... النخبة.
إليكم أتشرف بهذا الإهداء مع خالص تمنياتي بأن أبلغ مكانتكم السامية مع من يقرأ هذا الكتاب و يستفيد منه.
إننا أبناء الموت .. أجنحته البيضاء تحفنا من كل حدب و صوب. الموت يملأ أفقنا .. إنه جمال لا لون له و عذوبة لا تقاوم.
إننا أبناء الموت الأبرار .. نحب الموت و الموت يحبنا.
إلى الراقدين بسلام أهدي .. إلى الغافين بهدوء و طمأنينة.
إلى الناعمين في ال