الجزء الأول
ركضت بيلا ناحيته وأحاطته بذراعيها لتحضنه وقالت ( مرحباً بك يا أبي العزيز لقد اشتقت لك )
أمسك يدها وتجها لمائدة الطعام وأجلسها بقربه ، ثم أبعد خصلات الشعر عن خدها وقال ( ستكمل أبنتنا الثمانية عشر عاماً بحلول الربيع يا عزيزتي ، هل ترين كم أصبحت جميلة جداً ويعتمد عليها )
فردت والدة بيلا ( بالتأكيد يا عزيزي فهي أبنة الزعيم )
(أنا أحبك يا صغيرتي الجميلة )
صرخت بيلا والدمع يراود أجفانها ( ما الذي تقترحين علي فعلة يا أمي ؟! هل تريديننا أن نسافر للقرى المجاورة لنطلب العون ..... حسناً ! ماذا عن أبي ؟ كيف أتركه هنا ؟ كيف سيعلم مكاننا ليلحق بنا ؟ )
ردت الأم بغضب ( يا أبنة الزعيم أيميل فلتنتبهي لواجباتك ولتنفذي وصية زعيمك )
لفظت الكلمات الأخيرة بصوت منخفض ومتقطع ، ولما أخذت يدي ووضعتها على خدها أحسست بقطرات الدموع الساخنة تتساقط على يدي من أجفانها فارتعشت نفسي في داخلي وشعرت بعاطفة عذبة محزنة تتمايل بين ضلوعي وتتصاعد كلهاث إلى شفتي ثم تعود كالغصات إلى أعماق قلبي .. فرفعت رأسي ورأيت الدموع على وجهها بدت كزهرة ياسمين ذابلة مازال الصباح يسقيها بالندى وهي ميتة ..