وصلت باب المكتب وهممت بقرعه لألج داخل عرينه، وربما أستطيع وصفه بهذا التشبيه؛ حينما أفتح الباب فكأنني على وشك أن ألمح شاطئ البحر ساعة الشروق، بصفحات مائه اللامعة، قطرات الماء تتلألأ وهي تعانق وجه الشمس التي تسطع من خلف مسافات ممتدة من ذاك البحر الواسع، تشبيه جميل صحيح؟ لكن لماذا اخترت البحر لوصفه؟ هذا لأن خلف جماله يختبئ كون آخر مغمور بالغموض والرعب، وكلما حاولت الغوص فيه يزداد سواده وترتفع معه أصوات ضربات قلبك المرتعدة، وعندما يثور غضبا تأتيك أمواجه العاتية على حين غرة منك فتقتلع الحياة من عينيك الغضتين قبل أن تعطي نفسك فرصة للذود عن روحك المتيبسة ذعرا.