في مدينة البصرة الفيحاء، وبين أزقتها العتيقة وعبق نخيلها الشامخ، بدأت خيوط حكاية ثلاثة أخوة متشابكة تتكشف. كافل، الشاب الذي أنهكته الحياة بهمومها، ونشم، الذي قضى سنوات عمره في مدينة الناصرية يحمل في قلبه شوقًا دفينًا لعائلة لم يعرفها كاملة، وأخ ثالث، قادم من بعيد عبر المحيطات، يحمل معه رياحًا غربية وذاكرة مبهمة عن جذور لم يرها. شاءت الأقدار أن تجتمع هذه الأرواح الثلاثة في البصرة. لم يكن لقاءً عاديًا، بل كان زلزالًا هز أركان حياتهم الراكدة. كافل ونشم، اللذان عرف أحدهما الآخر لسنوات، فوجئا بوجود أخ ثالث يشاركهما نفس الدماء. أما الأخ القادم من أمريكا، فقد وجد نفسه فجأة أمام عالم جديد، لهجة مختلفة، وعادات وتقاليد لم يألفها، لكنه شعر بانجذاب غامض نحو هذين الشابين اللذين يحملان ملامح تشبه ملامحه. في البداية، ساد الحذر والترقب. نظرات متفحصة، كلمات قليلة، ومحاولات لاستيعاب هذا الواقع الجديد. كيف يمكن لثلاثة أشخاص أن يكونوا أخوة ولا يعرفون بعضهم البعض؟ ما الأسرار التي حجبت هذه الحقيقة عنهم طوال هذه السنوات؟ لكن رابط الدم كان أقوى من كل الحواجز. بدأت شرارة الأخوة تنمو ببطء، تتغذى على نظرات الشوق الخفية، والكلمات العابرة التي تحمل في طياتها رغبة في التقارب. وجد كافل في وجود أخوين سندًا وعونًا لВсе права защищены