
كنت أظن أن رحيلها هو النهاية ... لكنها ، كعادتها ، تركت شيئًا من روحها ورائها رواية قديمة ، بغلافٍ مهترئ ، وصفحاتٍ تفوح منها رائحة الزمان . كانت دائماً تقول لى : "يوجد في الكتب ما لا يمنحه الواقع ، فقط افتحي قلبك ." وحين لامستُ غلاف ذاك الكتاب ، شعرت برجفة غريبة ، كأن الحروف تنبض ، وكأن السطور تهمس لي . وفي لحظة لم أفهمها ... سقطت . سقطت بين السطور ، بين العوالم ، ووجدت نفسي في قصة لم أكتبها ، بشخصية ليست لي ، ومصير لا أريده.. وجدتُ نفسي فجأة ... لستُ أنا . بل تلك الشريرة الثانوية ، المحكوم عليها بالجنون ثم الموت . عالقة في جسد لا يُشبهني ، باسمٍ ليس اسمي ، وفي قصةٍ لا خلاص منها . الجميع ينظر إليّ كأنهم يعرفونني ... وأنا وحدي ، لا أعرف كيف أُنقذ نفسي . لكنني لن أستسلم لهذا الواقع . سأقاتل ... في هذا العالم المليء بالوحوش ، والبشر الأكثر وحشية . لن أقبل أن أُدفن كنهاية عابرة في الهامش . سأحيا لأصنع نهايتي بيدي .. نها"ية سعيدة، لا تليق بشريرة ثانوية ، بل ببطلة أصلية . لكن .. "روزيليا تشايلد! ستتزوجين من ولي العهد داران!" في لحظة واحدة، وبأمر من الإمبراطور ... خيّم الظلام على عالمي . عقلي تجمّد ، ورغبتي في المقاومة خمدت تمامًا. لقد حُكم عليّ بالزواج من الرجل ذاته الذي كان من المفترض أن يكون أداة إعدامي ! ★ - - - -All Rights Reserved
1 part